المغرب على أبواب إنتاج "قياسي" للزيتون.. والمهنيون يتوقعون انخفاض أسعار الزيت إلى حدود 50 درهما للتر
قال رئيس الفيدرالية البيمهنية لإنتاج الزيتون بالمغرب، رشيد بنعلي، إن المغرب على أبواب تسجيل رقم قياسي في إنتاج الزيتون خلال الموسم الفلاحي الحالي، مشيرا إلى أن من التداعيات الإيجابية المباشرة المتوقعة لوفرة الإنتاج هو انخفاض أسعار زيت الزيتون في الأسواق الوطنية.
وأضاف بنعلي في حديث لـ"الصحيفة"، أن أسعار زيت الزيتون تسير نحو الانخفاض في الأسواق المغربية، متوقعا أن تصل إلى حدود 50 درهما للتر الواحد كسعر للبيع للمستهلك في الفترة المقبلة، بفضل الإنتاج الكبير للزيتون الذي قد يرفع الإنتاج الإجمالي للزيت هذا الموسم ما فوق 200 ألف طن إلى حدود 250 ألف طن.
ولفت رئيس الفيدرالية البيمهنية لإنتاج الزيتون في المغرب، أن موسم جني الزيتون قد يطول نسبيا هذه السنة، بسبب تأخر التساقطات المطرية وقلة اليد العاملة، مشيرا في هذا السياق إلى أن عملية الجني قد تستمر إلى غاية أواخر يناير وبداية فبراير 2026.
وأعرب بنعلي بشكل عام عن تفاؤله من تحقيق المغرب لموسم ناجح وكبير في إنتاج الزيتون، وهو ما سيكون له مردود إيجابي، سواء فيما يخص توفير الزيت للمستهلكين المغاربة في الأسواق الوطنية، أو لعمليات التصدير إلى الخارج.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الموسم الفلاحي الماضي لإنتاج الزيتون (أي موسم 2024 - 2025) شهد تراجعا ملحوظا، حيث انخفض إلى حوالي 950 ألف طن بعدما بلغ 1,05 مليون طن في الموسم السابق، وذلك بسبب استمرار الجفاف في أبرز مناطق الإنتاج، إضافة إلى موجات الحرارة التي أثرت على الإزهار، إلى جانب الطبيعة الدورية لإنتاج أشجار الزيتون.
ورغم هذا التراجع، تتوقع الفيدرالية المهنية للزيتون تحسنا قويا هذا الموسم، خاصة في ظل تحسن الظروف المناخية، حيث تشير تقديرات رئيس الفيدرالية إلى إمكانية بلوغ إنتاج زيت الزيتون نحو 200 ألف طن أو أكثر، وهو ما يعني حصادا قد يصل إلى مليوني طن من الزيتون، وهو أعلى مستوى يُسجَّل منذ سنوات.
وتشير المعطيات الفلاحية المغربية، إلى أن جهة فاس – مكناس، والجهة الشرقية، وجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ما تزال تشكل القلب الإنتاجي لسلسلة الزيتون في المملكة، إذ تستحوذ مجتمعة على ما يقارب ثلثي الإنتاج الوطني.
ولا يقتصر المغرب على توفير زيت الزيتون للأسواق المحلية، إذ يعمل على التصدير إلى الخارج، حيث كشفت بيانات مكتب الصرف أن صادرات المغرب من زيت الزيتون خلال النصف الأول من سنة 2024 سجلت ارتفاعا لافتا، حيث بلغت 8498 طنا في الفترة ما بين يناير ويونيو، مقابل 4859 طنا خلال الفترة نفسها من 2023، وذلك رغم قيود التصدير التي فرضتها السلطات منذ أكتوبر 2023 لضمان تزويد السوق الداخلية.
وفي ظل الدينامية المتصاعدة التي يشهدها قطاع زيت الزيتون المغربي خلال الموسم الحالي تتجه المؤشرات إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في حجم الصادرات نحو عدد من الأسواق الدولية، وفي مقدمتها إسبانيا التي استحوذت على ما يقارب نصف صادرات الزيت المغربي من صنف "الزيت البكر" خلال سنة 2023.
كما تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز موقعها كواحدة من أبرز الوجهات المستوردة للزيت المغربي، حيث كانت استقبلت ما يفوق 1,25 مليون كيلوغرام من زيت الزيتون المغربي خلال السنة نفسها، بحسب بيانات التجارة الدولية الصادرة عن البنك الدولي.
وتكشف المعطيات الفلاحية المغربية أن بنية الأسواق المستقبلة للزيت المغربي تتنوع بين أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، حيث تشمل قائمة الوجهات الأساسية، إلى جانب إسبانيا والولايات المتحدة، دولا مثل إيطاليا وكندا وماليزيا.
